بقلم الفقير
علي محمدعلي جنيدي
غض البصر حاجة كتير من الشباب بيشوفوها حاجة صعبة، وبيقولوا "يعني إيه المشكلة لو بصيت نظرة؟". بس الحقيقة، لو فكرنا شوية، هنلاقي إن الموضوع أعمق من كده بكتير
أولاً، تعالوا نبص للآية اللي ربنا سبحانه وتعالى قال فيها: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ" (النور: 30). الآية دي مش مجرد أمر بغض البصر وخلاص، لأ، دي رسالة واضحة لينا إن النظرة ليها تأثير كبير علينا. يعني لما تبص بنظرة حرام، إنت بتسمح لحاجات غلط تدخل قلبك وتفسده من غير ما تحس
تخيل إن قلبك زي كوب مية صافي، كل نظرة حرام هي نقطة صغيرة من الشوائب بتقع في الكوب ده. ومع الوقت، هتلاقي المية الصافية اللي كانت في قلبك اتعكرت، وده هيأثر على كل حاجة في حياتك، حتى علاقتك بربنا. عشان كده النبي ﷺ قال: "العين تزني وزناها النظر"، يعني كل نظرة حرام هي زنا للعين، وحتى لو حاسس إنها حاجة صغيرة، تراكمها بيعمل مشكلة كبيرة
طيب، نيجي للحل العملي. إزاي تقدر تغض بصرك في وسط مجتمع كله مغريات؟ أول خطوة إنك تعرف إنك مش لوحدك في المعركة دي. كلنا بنواجه نفس التحديات، سواء من صور على الإنترنت أو مشاهد في الشارع. بس اللي بيفرق واحد عن التاني هو القوة الداخلية والقدرة على التحكم
حاول تشغل نفسك بحاجات تانية. يعني مثلاً، لو ماشي في الشارع وشفت حاجة مش كويسة، بدل ما تفضل باصص، بص في الأرض وافتكر إنك بتعمل كده لوجه الله. صدقني، كل مرة هتغض فيها بصرك، هتحس براحة داخلية، وكأنك كسرت سلسلة كانت بتسحبك لحاجة غلط
كمان، لما تقضي وقتك في حاجات مفيدة، هتلاقي نفسك تلقائياً بعيد عن كل اللي ممكن يخليك تقع في الفخ. العب رياضة، اقرا كتاب، أو حتى تعلم مهارة جديدة. وبلاش تقعد قدام الإنترنت من غير هدف، لأن ده أكتر وقت ممكن تغلط فيه من غير ما تحس
وفي النهاية، فاكر دايماً إن غض البصر مش مجرد حاجة ربنا طلبها مننا وخلاص، لأ، ده حفاظ على قلبك وعقلك. كل مرة بتغض فيها بصرك، إنت بتحافظ على نفسك من الوقوع في ذنوب ممكن تقلب حياتك رأساً على عقب
فلما تجي تفكر: "ليه أغض بصري؟"، افتكر إنك بتعمل كده عشان نفسك، وعشان تكون أقرب لربنا، وعشان تفضل محافظ على نقاء قلبك