✍️بقلم الفقير علي محمد علي جنيدي✔........
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وجعله رحمة للعالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا، وسراجًا منيرًا، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن الصلاة على النبي ﷺ من أعظم العبادات وأحب الأعمال إلى الله، فهي سبب لنيل البركات والمغفرة ورفعة الدرجات، وقد أمرنا الله بها في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (الأحزاب: 56). فهذه الآية تدل على عظم شأن النبي ﷺ، ورفيع مقامه عند ربه، حتى أن الله وملائكته يصلون عليه، ثم يأمر الله المؤمنين بأن يشاركوا في هذا الفضل العظيم.
مكانة النبي ﷺ وفضله العظيم
رسول الله ﷺ هو سيد الخلق وأفضل البشر، اختاره الله ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وأكرمه بالقرآن الكريم، وأيده بالمعجزات الباهرة، وجعله قدوة للعالمين. قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107). فهو الرحمة المهداة، وصاحب الخلق العظيم، الذي شهد له ربه بذلك في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4).
لقد رفع الله ذكر النبي ﷺ في الدنيا والآخرة، فلا يُذكر الله إلا ويُذكر معه نبيه في الأذان والإقامة والخطب والصلاة، وفي كل عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه.
فضل الصلاة على النبي ﷺ
الصلاة على النبي ﷺ من القربات العظيمة، ولها فضائل لا تعد ولا تحصى، ومن ذلك:
-
امتثال لأمر الله: فهي عبادة أمرنا الله بها في كتابه الكريم.
-
نيل شفاعة النبي ﷺ: قال النبي ﷺ: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة" (الترمذي).
-
مغفرة الذنوب: قال النبي ﷺ: "من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا" (مسلم).
-
رفع الدرجات ومضاعفة الحسنات: فكل صلاة على النبي ﷺ يقابلها عشر صلوات من الله، ورفع عشر درجات، وحط عشر سيئات.
-
استجابة الدعاء: جعل النبي ﷺ الصلاة عليه مفتاحًا لاستجابة الدعاء، فقال: "كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي ﷺ" (الطبراني).
-
سبب لكفاية الهموم وغفران الذنوب: قال النبي ﷺ لمن جعل كل دعائه صلاةً عليه: "إذًا تُكفى همك، ويُغفر لك ذنبك" (الترمذي).
-
سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة: فقد جاء في الحديث: "من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ، فقد بخل" (أحمد).
-
سبب لنور القلب وطرد الغفلة: فالصلاة على النبي ﷺ من أعظم أسباب حياة القلوب.
-
إدراك البركة في الأعمال والأرزاق: فهي سبب لنيل البركة في العمر والرزق.
-
قرب العبد من النبي ﷺ: قال النبي ﷺ: "إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أكثركم عليَّ صلاة" (الترمذي).
أفضل صيغ الصلاة على النبي ﷺ
هناك العديد من الصيغ الواردة، وأفضلها ما علمه النبي ﷺ لأصحابه عندما سألوه، فقال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" (البخاري ومسلم).
متى يستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ؟
-
عند ذكره وسماع اسمه.
-
يوم الجمعة، فقد قال النبي ﷺ: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه" (أبو داود).
-
في الصباح والمساء.
-
عند الدعاء، فهو سبب لقبول الدعاء.
-
عند دخول المسجد والخروج منه.
-
عند كتابة اسمه ﷺ.
-
في مجالس الذكر والعلم.
-
عند الوقوع في الكرب والشدائد.
قصص تدل على فضل الصلاة على النبي ﷺ
-
الإمام الشافعي رحمه الله: كان يقول: "إني لأحب الصلاة على النبي ﷺ في كل وقت، وأرجو بها أن ألقى الله وهو عني راضٍ".
-
رجل قضيت حاجته ببركة الصلاة على النبي ﷺ: ذكر ابن القيم قصة رجل كان له حاجة عند أحد الولاة، فلما ذهب إليه وجده مشغولًا، فأكثر من الصلاة على النبي ﷺ، فما هي إلا لحظات حتى التفت إليه الوالي وقضى حاجته.
-
الإمام أحمد وابنه: كان يقول لابنه: "أكثر من الصلاة على النبي ﷺ، فإني رأيت في منامي أن كل خير يناله العبد، يبدأ بالصلاة على النبي ﷺ".
وخاتما
الصلاة على النبي ﷺ باب عظيم من أبواب الخير، ومفتاح للبركات والرحمات، ووسيلة لنيل شفاعة خير البشر. فلنحرص على الإكثار منها في كل وقت، ولنغتنم أجرها العظيم.
نسأل الله أن يرزقنا حب نبيه ﷺ، واتباع سنته، وأن يجعلنا من أهل شفاعته يوم القيامة، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.