نفحات إيمانية

الشيخ علي محمد علي جنيدي ✔

أذكار الصباح والمساء وفوائدها

علي محمد على عبدالعليم جنيدي
المؤلف علي محمد على عبدالعليم جنيدي
تاريخ النشر
آخر تحديث

الشيخ علي محمد علي جنيدي يكتب ...........

الحمد لله الذي له ملك السموات والأرض، العزيز الحكيم، الذي هدانا للإسلام ووفقنا لذكره وطاعته، وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة. نحمده سبحانه على نعمة الإيمان، ونشكره على نعمة القرآن، ونسأله أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً ترفع الدرجات وتكفر الخطيئات، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله رحمةً للعالمين، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أهمية أذكار الصباح والمساء وفوائدها

فضل الذكر في الإسلام

إن ذكر الله من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سبب لطمأنينة القلوب وانشراح الصدور، قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). 

كما أن الذكر حصن حصين يحفظ العبد من الشرور، ويرفع درجاته عند الله، قال النبي ﷺ: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى، قال: "ذكر الله تعالى" (رواه الترمذي).

أذكار الصباح والمساء وأهميتها

شرع الله للمسلم أذكارًا يقولها في الصباح والمساء لتحصينه وحفظه من الشرور، ومن أهم فوائدها:

  1. حفظ الله ورعايته: الأذكار هي حصن منيع من الشرور والآفات، فقد جاء في الحديث: "من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي" (رواه أبو داود والترمذي).

  2. الطمأنينة والسكينة: ذكر الله يبعث في النفس الراحة ويزيل القلق والخوف، كما قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ" (الرعد: 28).

  3. تكفير الذنوب: من فضل الله أن جعل الأذكار سببًا لمغفرة الذنوب، فقد قال النبي ﷺ: "من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (رواه البخاري ومسلم).

  4. سبب للرزق والبركة: الأذكار تجلب الخير والبركة في الوقت والمال والعمل، فقد كان النبي ﷺ يدعو بالأذكار في الصباح والمساء لينال البركة في يومه.

  5. الحماية من الشيطان: ورد عن النبي ﷺ أن من قرأ آية الكرسي عند الصباح والمساء حفظه الله من الشيطان حتى يصبح أو يمسي، وكذلك قراءة المعوذات ثلاث مرات.

أذكار الصباح والمساء المأثورة

من الأذكار التي وردت عن النبي ﷺ والتي ينبغي للمسلم أن يداوم عليها:

  • آية الكرسي (مرة واحدة).

  • قراءة المعوذات (سورة الفلق، وسورة الناس، وسورة الإخلاص) ثلاث مرات.

  • اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (سيد الاستغفار، مرة واحدة).

  • اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.

  • حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (سبع مرات).

  • بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات).

الحرص على المواظبة على الأذكار

ينبغي للمسلم أن يجعل أذكار الصباح والمساء جزءًا من يومه، كما كان يفعل النبي ﷺ وصحابته، فهي من العبادات اليسيرة التي لا تأخذ إلا دقائق معدودة، لكنها تحمل من الخير الكثير، وتعود على المسلم بالحماية والطمأنينة والتوفيق.

آثار الذكر على حياة المسلم

  1. زيادة القرب من الله: الذكر الدائم يجعل القلب معلقًا بالله، فيعيش المسلم في معيته سبحانه.

  2. استجابة الدعاء: الذكر سبب في استجابة الدعاء، فقد كان النبي ﷺ يكثر من ذكر الله قبل دعائه.

  3. حفظ النعم: بشكر الله وحمده تحفظ النعم وتزداد، كما قال تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" (إبراهيم: 7).

  4. تيسير الأمور: الذكر يجعل القلب متصلًا بالله، مما يبعث الطمأنينة والثقة في تدبيره سبحانه.

نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، وأن يرزقنا لذة الذكر وفضله في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعليقات

عدد التعليقات : 2