🖋️بقلم الفقير علي محمد علي جنيدي
حرق قش الأرز، الذي يؤدي إلى تلوث البيئة والإضرار بالإنسان والحيوان، يمكن أن يعتبر محرمًا من منظور الشريعة الإسلامية بناءً على المبادئ التي تحرم الضرر وتحث على الحفاظ على البيئة:
قال الله تعالى: "وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا"
(سورة الأعراف: 56).
هذا الأمر الإلهي ينهى عن إفساد الأرض بأي شكل من الأشكال، وحرق قش الأرز يؤدي إلى تلوث الهواء وتدمير البيئة، وهو من أنواع الفساد في الأرض.
قال الله تعالى: "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ"
(سورة البقرة: 205).
حرق قش الأرز قد يؤدي إلى هلاك "الحرث" وهو الزرع و"النسل" وهو الإنسان والحيوان من خلال تأثيره السلبي على البيئة، وهذا يدخل في إطار الفساد الذي حرمه الله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه).
هذا الحديث الشريف يضع قاعدة عامة في الشريعة وهي تحريم كل ما يؤدي إلى ضرر بالناس أو البيئة. حرق قش الأرز يسبب أضرارًا للإنسان من خلال تلوث الهواء وما ينتج عنه من أمراض تنفسية، وهو يدخل في دائرة المحرمات بناءً على هذا الحديث.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من قتل عصفورًا عبثًا عجَّ إلى الله يوم القيامة يقول: يا رب إن فلانًا قتلني عبثًا ولم يقتلني منفعة"
(رواه النسائي).
إذا كان قتل حيوان صغير دون سبب مبرر يعتبر من الإفساد، فما بالك بما يؤثر على البيئة كلها ويضر بالإنسان والحيوان؟
- البيئة من الأمانات:
قال الله تعالى:
"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ"
(سورة الأحزاب: 72).
البيئة من الأمانات التي أوكلها الله إلى الإنسان، ونحن مطالبون بالحفاظ عليها وعدم الإضرار بها. حرق قش الأرز يعد تفريطًا في هذه الأمانة من خلال تلويث الهواء وإلحاق الأذى بالكائنات.
ومن هنا يمكن القول إن حرق قش الأرز محرم لما فيه من إفساد للأرض وإضرار بالبيئة وبالناس
والإسلام يدعو إلى الحفاظ على البيئة والابتعاد عن كل ما يضر بها، والتزام المسلم بهذه التوجيهات يعزز من مسؤوليته تجاه مجتمعه وكوكبه.