🖋️بقلم الفقير
علي محمد علي عبدالعليم جنيدي
الحمد لله الذي رفع أهل العلم درجات، وجعلهم منارات للهدى، وسبلًا للخير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فضل العلم في الإسلام:
إن العلم من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، فهو نور يهتدي به المسلم في حياته، ويُميّز به بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام. وقد أثنى الله تعالى على العلم والعلماء في مواضع عديدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
قال تعالى في كتابه العزيز:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].
وفي الحديث الشريف قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة" [رواه مسلم].
العلم يرفع من شأن الإنسان، ويجعله مستنير البصيرة، مُدركًا لأحكام الدين والدنيا. فطلب العلم عبادة من أعظم العبادات، ولقد أمرنا الله بالعلم في أول كلمة نزلت من القرآن الكريم: "اقْرَأْ" [العلق: 1].
فضل العلماء:
العلماء هم ورثة الأنبياء، فهم من يحملون مشاعل الهداية، ويدعون الناس إلى الخير، ويُعلمونهم أحكام الدين، ويُحذّرونهم من الضلال والانحراف.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر" [رواه الترمذي].
العلماء هم سبب في انتشار الحق والهدى، ويُعدون قادة الأمة في إصلاح أحوال الناس وتقويم سلوكهم. وإن المجتمع الذي يرفع من قدر العلماء، هو مجتمع يسير نحو الرقي والازدهار، حيث تنتشر فيه القيم والمبادئ السامية.
فوائد العلم في حياة المسلم:
1. العلم نور يقود الإنسان إلى الجنة: فكلما تعلم المسلم وعمل بما تعلمه، كان ذلك سببًا في نجاته في الدنيا والآخرة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" [رواه البخاري ومسلم].
2. العلم طريق لتحصيل خشية الله: قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، فالعلم يجعل المسلم أكثر وعيًا بعظمة الله وقدرته، فيزداد تواضعًا وخشية له.
3. العلم حصن من الفتن والشبهات: في زمن كثرت فيه الفتن والشبهات، يُعدّ العلم الشرعي من أهم ما يقي المسلم من الانحراف والضلال، فهو يزود الإنسان بالمعرفة الصحيحة والقدرة على التفريق بين الحق والباطل.
4. العلم يُعزز مكانة المسلم في المجتمع: العالم يُقدّر ويُحترم بين الناس، فهو الذي يُرجع إليه في حل المشكلات وإيجاد الحلول، ولهذا قال الله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
وختامًا:
فلنسعَ جميعًا لطلب العلم النافع الذي يُقربنا إلى الله، ولنوقر العلماء ونتعلم منهم، فإنهم كنز الأمة وسراجها المنير. وليكن العلم دائمًا هدفنا في حياتنا، فهو السبيل للنجاح في الدنيا والفوز في الآخرة.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل العلم والعمل، وأن يرزقنا فهم الدين والالتزام بتعاليمه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.