علي محمد علي جنيدي
الصلاة جسر إلى الجنة
"الصلاة ليست مجرد أركان وحركات، بل هي جسر روحي يمتد من الدنيا إلى الجنة. من خلالها، يلتقي العبد بربه خمس مرات في اليوم، يرفع إليه دعواته ويبوح بأسراره. الصلاة نور للقلوب ومفتاح للخير، تزرع في القلب الطمأنينة وتغسله من الذنوب. كل ركعة وسجدة تقرّبنا خطوة نحو الجنة، حيث تكون الراحة الأبدية."
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ" (سورة العنكبوت: 45)
هذه الآية توضح أن الصلاة ليست عبادة عابرة، بل هي وسيلة لتنقية القلب من كل سوء وشر، وبذلك يقود الإنسان إلى الطريق المستقيم نحو الجنة.
وفي حديث قدسي، قال الله سبحانه:
"وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه" (رواه البخاري).
هذا الحديث يدل على أن الصلاة، سواء المفروضة أو النافلة، هي من أعظم القربات التي تقرب العبد إلى الله وتفتح له أبواب الجنة.
ومن السنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت، صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله" (رواه الترمذي).
هذا الحديث يؤكد أن الصلاة هي الأساس الذي يبنى عليه كل عمل صالح، فمن حافظ عليها كانت طريقه إلى الجنة.
وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذا صلّى أحدكم الفجر، فهو في ذمة الله" (رواه مسلم).
الصلاة تمنح المؤمن حماية ورعاية من الله تعالى، وكأنها عهد بين العبد وربه، ومن كان في ذمة الله كان في أمان الجنة.
الصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي رحلة يومية نحو الله، حيث يجد فيها المؤمن سعادته وسلامه الداخلي، ويأمل في الفوز بالجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين.